الفصل التاسع

ابدأ من البداية
                                        

لأول مرة لا تضمها ذراعيه بل وقف متصلب الجسد وحديث جده يطرق رأسه بقوة.

أغمض عينيه لعله يستطيع السيطرة على نيران الغضب المشتعله داخله، ألا يكفي جده تدخله بحياتهم إلى هذا الحد.

ابتعدت "سارة" عن حضنه ترفع عيناها إليه وسُرعان ما انتبهت على قبعته التي يضعها أسفل إبطه، قبعة بذلة الطيران المدني.

أسرعت بإلتقاطها وعلى وجهها ارتسمت ابتسامة واسعة.

_ شوف "سارة" حلوة إزاي، "صالح" عايزة سوق طيارة زيك.

الحروف كانت تخرج منها متقطعه لا توحي سوا ببراءة صاحبتها.

وجدها تقفز أمامه بعدما وضعتها على رأسها وأخذت تضحك بصوت عالي.

أغمض عيناه بقوة ،أيعقل أن يعرض عليه جده الزواج من "سارة" التي يعلم الجميع بحالتها.

_ "صالح"، فين شيكولاته تاعتي.. أنت نسيتها صح... أنا زعلانه منك.

تحولت ملامحها السعيدة لأخرى عابسة ثم مطت شفتيها كالأطفال متذمرة.

ظنت أنه سيحاول هذه المرة مراضاتها كعادته لكنه كان يقف وينظر إليها بنظرة جامدة.

اِقتربت منه تبحث في جيوب بذلته عن لوح الشيكولاته إلى أن عثرت عليه.

تهللت أساريرها بسعادة طفلة بلغ عمرها الثالث والعشرون.

بصوت جهوري صاح "صالح" وقد انتفض قلب والديه الجالسين بالأسفل.

_ دادة "نعمات"

ثم أردف بصوت أشد حده.

_ دادة "نعمات"، تعالي خدي "سارة".

ارتجف جسد "سارة" من شدة الخوف وأسرعت بإحاطة وجهها بكفيها وقد أجهشت بالبكاء.

اِتجه "صالح" لغرفته غير عابئ بصوت بكائها، فلم يعد يحتمل رؤيتها أمامه وحديث جده مَازال يخترق أذنيه.

التقط ملابسه من الخزانة بغضب ثم ألقاها داخل الحقيبة...

_ أنت هتسيب البيت يا "صالح".

تساءَلت السيدة "حوريه" بفزع عندما رأته يضع ملابسه داخل الحقيبة.

اتجهت إليه لتجعله يتوقف عن وضع ملابسه تهتف بتوسل.

_  يا بني أرجوك اهدى وخلينا نفكر في حل ميزعلش جدك.

ليت والدته ما نطقت اسم جده، فيكفيه تدخل بحياته إلى هذا الحد.

_ جدي، جدي.. كل حاجه لازم هو اللي يقررها... لو أنتِ وبابا موافقين على إنكم تفضلوا طول عمرك خاضعين ليه فأنا لاء.

_ ولد، أنت إزاي تتكلم على جدك كده.

قالها السيد "صفوان" بعدما دخل الغرفة هو الأخر ثم نظر إلى زوجته التي أطرقت رأسها أرضًا.

ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن
OSZAR »